مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في لبنان، تبرز بلدة الوردانية كنموذج يحتذى به في التوافق والتفاهم بين مكوناتها المختلفة. فالبلدة، التي تتمتع بنسيج اجتماعي مترابط، تتجه نحو تحقيق توافق واسع على تشكيل مجلس بلدي جديد دون الحاجة إلى انتخابات تنافسية، مما يعكس روح الوحدة التي تجمع أهاليها.

التوافق: خيار يعكس الحكمة والمسؤولية

التجارب السابقة أظهرت أن التوافق في الانتخابات البلدية يُجنب البلدة حالة الاستقطاب والانقسام التي قد تفرزها المنافسات الانتخابية. من هذا المنطلق، تسعى الفعاليات السياسية والاجتماعية والعائلية في الوردانية إلى إنتاج لائحة بلدية موحدة تمثل جميع مكونات البلدة وتحقق التوازن المطلوب بين العائلات والجهات الفاعلة.

في لبنان، تُعتبر الانتخابات البلدية محطة أساسية في العمل المحلي، لكن طبيعة النظام السياسي والعائلي تجعل من التفاهمات التوافقية خيارًا مثاليًا في العديد من البلدات، خاصةً تلك التي تتمتع بروابط اجتماعية قوية. وعليه، فإن القوى المؤثرة في الوردانية ترى أن الاتفاق على لائحة موحدة يُعزز الاستقرار المحلي ويُسرّع عجلة التنمية، بدلاً من الانشغال في معارك انتخابية قد تؤدي إلى شرخ بين الأهالي.

آفاق التوافق ودوره في التنمية

عندما يتم التوصل إلى توافق على مجلس بلدي جديد، فإن ذلك يسمح بتركيز الجهود على تطوير المشاريع الخدمية وتحقيق الأولويات الإنمائية بدلًا من الدخول في صراعات انتخابية قد تؤخر الانطلاق بالعمل البلدي. فالمجلس البلدي المتوافق عليه سيكون قادرًا على العمل بفعالية أكبر، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة، مما يساهم في تحقيق مشاريع تنموية تلبي حاجات جميع سكان البلدة.

التوافق ليس مجرد توزيع للحصص، بل رؤية مشتركة

التوافق لا يعني مجرد تقاسم المقاعد أو تمثيل الأطراف المختلفة، بل هو تعبير عن رؤية مشتركة لمستقبل الوردانية، حيث يكون الهدف الأساسي هو تحقيق التنمية المستدامة وخدمة الصالح العام. كما أنه يعكس نضجًا سياسيًا واجتماعيًا لدى أبناء البلدة، الذين يدركون أن وحدة الصف والتعاون هما السبيل الأفضل لتحقيق تطلعاتهم.

ختامًا

في ظل الظروف التي يعيشها لبنان، يبرز نموذج التوافق في بلدة الوردانية كخيار عقلاني ومسؤول، يُعزز روح الألفة والمودة بين الأهالي، ويُمهد الطريق لمرحلة جديدة من العمل البلدي الفعّال. وإذا ما تم تثبيت هذا النهج، فقد يُشكل نموذجًا يمكن تعميمه على بلدات أخرى تسعى إلى تحقيق الاستقرار والتنمية بعيدًا عن الصراعات الانتخابية الحادة.