#Uncategorized

الوردانية.. بلدة المحبة وعادة الريحان في الأعياد

الوردانية.. بلدة المحبة وعادة الريحان في الأعياد

تتجلى أصالة التقاليد وجمال العادات في بلدة الوردانية، حيث يسود الودّ والإلفة بين أبنائها، فتبقى روابط المحبة متينة عبر الأجيال. ومن أبرز هذه العادات التراثية التي يتمسّك بها أهل البلدة في الأعياد، عادة زيارة الجبانة ووضع الريحان على قبور الأحبة الراحلين.

زيارة الجبانة.. صلة بين الماضي والحاضر

مع بزوغ شمس أول أيام عيد الفطر وعيد الأضحى، يتوجه أبناء الوردانية إلى الجبانة، حيث يرقد آباؤهم وأجدادهم. إنها عادة متوارثة تعكس الاحترام الكبير لمن سبقونا، وتعبّر عن الوفاء العميق لهم. يتوافد الأهالي أفرادًا وعائلات، حاملين الريحان، وهو نبات ذو رائحة زكية، يعبّر عن الطهر والسكينة. وما إن يصلوا، حتى تبدأ مراسم الزيارة بقراءة الفاتحة والدعاء للراحلين، في مشهد مؤثر يفيض بالخشوع.

الريحان.. رمز للذكرى الطيبة

وضع الريحان على القبور في الوردانية ليس مجرد تقليد عابر، بل هو تعبير صادق عن الحب والاحترام. يُعتقد أن هذه النبتة تحمل معاني الرحمة والسلام، فيضعها الأهالي على القبور كرمز لاستمرار التواصل الروحي بين الأحياء والأموات. كما يحرصون على تنظيف القبور وترتيبها، في دلالة على اهتمامهم بمن رحلوا عن الدنيا لكنهم لا يغيبون عن القلوب.

الوردانية.. نسيج اجتماعي متماسك

لا تقتصر هذه العادة على الجانب الديني فحسب، بل تمتد لتكون فرصة لتلاقي الأهل والجيران، حيث يتبادلون التهاني ويجددون العلاقات الاجتماعية، في أجواء يغمرها الحب والودّ. ومن هنا، تُصبح زيارة الجبانة ووضع الريحان عادة تُرسّخ القيم النبيلة وتُعزز الترابط المجتمعي.

في ظلّ التغيرات التي يشهدها العالم اليوم، تظلّ بلدة الوردانية وفيةً لتقاليدها العريقة، محافظةً على إرثها الغني، فتُثبت أن الوفاء للأجداد والتواصل مع الجذور يبقيان جزءًا لا يتجزأ من هوية أهلها. وهكذا، يظلّ الريحان شاهدًا على محبةٍ لا تذبل وذكرى لا تُنسى.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *